مفاوضات الكويت .. مخاوف الفشل تطغي على آمال النجاح
22 أبريل، 2016
599 18 دقائق
يمنات – خاص
نجاح مفاوضات السلام اليمنية في الكويت، لا يزال مرهونا بجبهات القتال في الداخل، رغم عقد جلسة الافتتاح، مساء الخميس 21 إبريل/نيسان 2016.
أنباء تحدثت أن أولى جلسات التفاوض ستعقد صباح الجمعة 22 إبريل/نيسان 2016، غير أن بيان وفد صنعاء الذي أشار إلى رفض اي مناقشة، قبل الوقف الفوري لإطلاق النار و أي أعمال عسكرية، يعد مؤشر على أن نجاح التفاوض لا يمكن التفاؤل به.
و على الرغم من افتتاح المفاوضات، إلا أن الأعمال العسكرية اشتدت في جبهات القتال الداخلية، خصوصا في تعز، التي تشهد تصعيدا خطيرا، ينذر بمعارك طاحنة، خاصة شرق مدينة تعز.
هذا التصعيد، إن استمر سيضع نجاح المفاوضات على المحك، و يرجح فشلها، كون المفاوضات مرتبطة بوقف الأعمال العسكرية، فضلا عن عدم معالجة الخروقات، التي تشهدها الجبهات منذ اعلان وقف اطلاق النار منتصف ليل العاشر من ابريل/نيسان الجاري.
مخاوف
و فيما عبر وفد صنعاء عن أسفه و استغرابه للطريقة التي تعاملت بها وكالة الأنباء الرسمية الكويتية “كونا” مع خبر وصول الوفد اليمني، معتبرا أن هذا التعاطي سلبي و لا يصلح ان يكون من إعلام دولة “محايدة” تستضيف حوار سياسي.
و نعتت وكالة “كونا” وفد أنصار الله و المؤتمر بوفد “المتمردين والمخلوع” و استخدمت في الخبر ذات المصطلحات التي تستخدمها وسائل اعلام التحالف السعودي و الاعلام الرسمي لدول التحالف.
مصادر أشارت إلى تقديم مسئول كويتي رفيع اعتذار إلى وفد صنعاء، بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية عن ما وصفها بالأخطاء التي شابت تغطية الوكالة الرسمية الكويتية.
و حسب المصادر، فإن المسئول الكويتي، أكد لوفد صنعاء أن الاعلام الرسمي لبلاده سيلتزم بخط دولته التي تتعامل مع الأطراف اليمنية كلها باحترام وبالتزام.
وفد صنعاء، قال في بيانه، إن محاولات مستمرة تجري لإفشال كل الجهود التي يبذلها الوسطاء، مطالبا الجيش و اللجان الشعبية بمزيد من اليقظة والجاهزية العالية للرد على الخروقات.
و أكد الوفد في بيانه الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء الأشقاء والأصدقاء، والقائم على أولوية تثبيت وقف إطلاق النار كخطوة أساسية وضرورية لتحديد أجندة المفاوضات.
و نوه إلى نجاح التفاوض مرهون بالنوايا الصادقة وعدم التقيد بأي تصورات مسبقة، و الاستعداد لبحث كل التفاصيل التي من شأنها إيقاف العدوان على اليمن واليمنيين.
جلسات انفرادية
مصادر مطلعة، أشارت إلى أن جلسات انفرادية لوفدي صنعاء و حكومة هادي، ستتم مع المبعوث الأممي و دبلوماسيين كويتيين و عُمانيين و غربيين، بهدف تجاوز الخلافات العالقة، خاصة فيما يتعلق بجدول أعمال التفاوض و محاوره و ترتيبها. غير أن وقف الأعمال العسكرية التي زاد اشتعالها أثناء جلسة الافتتاح، تمثل جرس انذار بفشل التفاوض، خاصة مع تمسك وفد صنعاء بوقف الأعمال العسكرية كشرط للبدء بالتفاوض.
اتهامات لـ”ولد الشيخ”
الخلافات بين وفد صنعاء و المبعوث الأممي، ما تزال مستمرة، حيث انتقد الوفد في بيانه ما سماه “تهرب” المبعوث من تنفيذ بند وقف اطلاق النار. و اتهمه بتبني ما سماها بأكاذيب و مزاعم الطرف الآخر.
و يرى مراقبون أن عدم ثقة احد أطراف التفاوض بالوسيط الأممي، مؤشر على عدم وجود جدية في حلحلة القضايا و التوصل إلى اتفاق نهائي، ليس من قبل طرف و إنما قد تكون من أطراف فاعلة في الملف و الأزمة اليمنية.
و رأوا أن عدم وجود مراقبين محايدين، لتحديد الطرف الذي يقف خلف أي خرق، يشجع على استمرار الخروقات، و استمرارها يعني اشتعال المعارك و تقويض وقف اطلاق النار، و هو ما يعني فشل المفاوضات.
مسارات الفشل
و اعتبروا أن التعقيدات التي سبقت المفاوضات و عدم عقدها في الوقت المحدد، يشير إلى عدم وجود اتفاق على طبيعة التفاوض و طريقة سيره، و غياب المسار الواضح الذي سيفضي إلى وقف اطلاق النار.
و نوهوا إلى أن عدم افصاح طرفي الصراع عن طبيعة الخلافات بشكل واضح و شفاف، يومي إلى وجود اتفاقات جانبية و صفقات تمت بين كل طرف على حدة و الخارج الإقليمي، الذي يعد فاعلا في مسار الحرب التي تدخل عامها الثاني، فضلا عن وجود خلافات بين دول التحالف السعودي نفسها، و بين بعض هذه الدول و قوى دولية فاعلة في مسار الحرب اليمنية.
مخاوف ولد الشيخ
و تقول معلومات، إن ضغوط مورست على وفد صنعاء، لعقد جلسة الافتتاح من قبل المبعوث الأممي، الذي يرى أن فشل عقد المفاوضات يعني اقالته.
و حسب هذه المعلومات، يدرك ولد الشيخ وجود خلافات مهددة لنجاح التفاوض، غير أنه يرى أن الفشل بعد عقد المفاوضات، يختلف عن الفشل قبل انعقادها.
و تفيد المعلومات، أن اقالة هادي لنائبه و رئيس حكومته “خالد بحاح” مثلت معضلة كبيرة و حجرة عثرة أمام مفاوضات الكويت.
هادي وحجر العثرة
و كشفت أن اتفاقا كان قد تم على أساس نقل السلطة من هادي إلى مجلس رئاسي برئاسة نائبه “بحاح”، و تأمين مخرج مشرف لـ”هادي”، غير أن هادي و السعودية التفوا على الاتفاق بإقالة بحاح و تعيين “علي محسن” نائبا لـ”هادي” ضمنت من خلاله السعودية وجود رجلها “محسن” على رأس السلطة القادمة، مستخدما الاتفاق السابق كوسيلة ضغط أمام أنصار الله و المؤتمر، في حين ضمن هادي عدم خروجه، كونه يعلم أن خصومه سيرفضون نقل السلطة لنائبه الجديد.
مصادر صحفية، ترى أنه لا يمكن التنبؤ بمسار التفاوض، كون المحاور التي سيجري التفاوض حولها لا تزال غامضة.
خلافات وفد الرياض
الخلافات ليست بين وفد صنعاء و المبعوث الأممي، و إنما هناك خلافات و انقسام في وفد حكومة هادي “وفد الرياض” و الذي ظهر من خلال طلب عبد العزيز جباري من ولد الشيخ الحديث رغم أن جدول جلسة الافتتاح تضمن كلمة لرئيس وفد الرياض.
هذا الانقسام بالتأكيد له ارتباطات بما يجري في جبهات القتال، حيث لا يملك هادي و حكومته السيطرة على كل جبهات القتال، ما يعني أن التصعيد الحاصل الليلة في تعز، يقف خلفه أطراف، تهدف إلى الضغط على هادي و حكومته، للحصول على استحقاقات معينة، أو أن مسار التفاوض لا يروق لهم و يرون فيه تهديد لوجودهم و انتقاص لمصالح يسعون لتحقيقها.
تصعيد تعز ناقوس خطر
تصعيد الجبهة الشرقية، التي يسيطر عليها السلفيين المدعومين من الامارات، قد تستخدمه الامارات لإفشال التفاوض، خاصة بعد أن تلقت صفعة من حليفتها السعودية، بإقالة رجلها في اليمن، خالد بحاح، و الذي كان قاب قوسين أو أدنى من انتقال السلطة إليه، بل و تحميله كل أخطاء الفترة الماضية، و بصورة رسمية، وردت في ديباجة قرار الاقالة، على غير المعتاد في مثل هكذا قرارات.
الإصلاح هو الآخر، قد يكون أراد الليلة استخدام هذه الجبهة للتصعيد، على اعتبار أن عناصر يتواجدون بقوة في جبهة ثعبات احدى جبهات المنطقة الشرقية، حيث يتواجد في هذه الجبهة مقاتلين محسوبين على الحزب، و آخرين سلفيين من فصيل أبو الصدوق، يناوئون القيادي السلفي ابو العباس المدعوم اماراتيا، و أكثر قربا من الإصلاح.
جبهات القتال كرت رابح
قد تسفر الاجتماعات الليلية غير الرسمية مع الطرفين في الكويت، في انقاذ التفاوض من الفشل، و عقد جلسة صباح الجمعة، لكن عدم وجود آلية لوقف اطلاق النار، و غياب المراقبين المحايدين على الأرض لتحديد الطرف الخارق للهدنة، يجعل من جبهات القتال وسيلة بيد السياسيين لفرض شروطهم على الطاولة أو افشال التفاوض.
للاشتراك في قناة موقع “يمنات” على التليجرام انقر هنا